خلال الأمسية الإعلامية السنوية لغرفة الأحساء
بركات الوقيان: وضع الإعلام مخيف ولَمْ يَعُدْ هناك "بوابة" ليتم حراستها


أكد الإعلامي الكويتي بركات الوقيان، أن رؤية 2030 رسمت طريقًا تطويرًا رائدًا لتعزيز التنمية والرفاه في المملكة وحملت فكرًا متقدمًا يقوم على منهجية واضحة وخطط وبرامج علمية وعملية مدروسة، توفر البيانات وتحللها وتأخذ بها كمؤشرات قياس للإنجاز، مدعومة بإرادة وطموح، فضلًا عن شمولها جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياحية.

جاء ذلك ضمن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية المفتوحة التي نظّمتها غرفة الأحساء مؤخرًا في فندق مكان بالأحساء بحضور الأستاذ عبدالعزيز الموسى رئيس مجلس إدارة الغرفة وعدد من أعضاء المجلس وبعض المسؤولين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين بالإضافة إلى طلاب وطالبات كليات الآداب وأقسام الاتصال والإعلام في الأحساء. 

وأوضح الوقيان خلال الأمسية التي أدارها الإعلامي خالد القحطاني مدير الاتصال المؤسسي بالغرفة، أن أصدق الكلمات التي يطلقها صُنّاع القرار هي تلك التي توافق فيها الأقوال الأفعال، وتبعث في نفوس المواطنين التفاؤل والأمل لمستقبل مشرق للبلاد، مثمنًا ما شاهده من تطور وتقدم رائع في الأحساء والمملكة، مبينًا إنه يعود إلى واحة الأحساء اليوم بعد 32 عامًا من زيارته لها لفترة من الزمن عقب الغزو الغاشم على الكويت في 1990م.

وبيّن الوقيان أنه بعد نحو 28 عامًا من العمل في مجالات ووسائل الإعلام المختلفة، يجد أن الاحترام والالتزام المهني القيمي، هما خلاصة ما يجب أن يقدمه أي إعلامي لجمهوره ومتابعيه، لأن المحتوى المهني القيمي، سيكون شاهدًا لك لا عليك، موضحًا أنه ظل طوال مسيرته يحرص على احترام وعي وأخلاق جمهوره والمجتمع، مشيرًا إلى أن الإعلام اليوم بات وضعه "مخيف" لأنه أصبح مفتوحًا، وطغى على وسائل نشر الوعي والتنشئة الأخرى.

وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي وضعت القوة في يد الأفراد، وهدمت عمليًا نظرية "حارس البوابة" الشهيرة في الإعلام، مبينًا أنه لم يعد هناك "بوابة" ليتم حراستها، لأن مهام ووظائف ومسؤوليات "حارس البوابة"، انتقلت ضمنًا من المؤسسات إلى الأفراد، فأصبح كل فرد في المجتمع مسؤول بشكل أو آخر، أي حارسًا لبوابة نفسه، وهو ما يُعيدنا إلى تربيتنا ونشأتنا وأخلاقنا ومستوى وعينا والتزامنا الديني، وهل نخاف الله أم لا؟ 

وأكد الوقيان أن الإعلام الجديد الذي سحب البساط من الاعلام التقليدي، ليس عُدّة تقنية فحسب، بل هو منظومة وممارسة اجتماعية وثقافية لم تبح بكل دلالاتها وابعادها بعد، مشيرًا إلى أن الاعلام التقليدي إن لم يطوّر من نفسه وأدواته سيتلاشى تمامًا، مبينًا أن الإعلامي القيمي صاحب المحتوى اليوم هو كالقابض على الجمر، منتقدًا المؤسسات الإعلامية التي تجرى خلف المشاهير ممن يتسمون بالسطحية والتفاهة، مشدّدًا على أهمية المحتوى الذي يعرض على المتلقي أينما كان.

وبيّن أن هناك فروق كبيرة بين المشاهير والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن المحتوى والقيمة هما دائمًا الحد الفاصل فيما يقدمه كلاهما، منتقدًا لجوء بعض المؤسسات والشركات إلى توظيف المشاهير من عديمي القيمة والمحتوى سواء إعلاميًا أو إعلانيًا للتسويق والترويج لمنتجاتهم وخدماتهم بدلًا عن استخدام المؤثرين، داعيًا إلى القيام بدراسات وبحوث لمعرفة أثر وسائل التواصل الاجتماعي على شخصية واتجاهات المواطنين وبلورة قيمهم.

وأشار الوقيان إلى أن الرغبة في تحقيق الشهرة ليس عيبًا في حد ذاته، وإنما التخلي عن القيم والعادات والتقاليد والوازع الديني من أجل تحقيقها هو ما يرفضه المجتمع، ويجب التنبه له والحذر منه، داعيًا صُنّاع القرار والمؤسسات والجامعات ورجال الأعمال والمختصين لإطلاق مبادرات مدعومة ومستدامة تعيد تحرير وصياغة المحتوى وتكافئ أصحاب المحتوى القيمي، مؤكدًا أن الإعلام هو ضوء ويجب تسليطه على من يستحقونه. 

وفي ختام الأمسية تداخل عدد من الحضور بمداخلات واستفسارات متنوعة، دارت في مجملها حول أهمية تعزيز ثقافة المجتمع حيال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالطريقة الصحيحة والسليمة بعيدًا عن التجريح والتشهير، ثم قام الموسى رئيس الغرفة بتكريم الوقيان بدرع الغرفة التكريمي والتقاط صور جماعية.

يُشار إلى أن الغرفة استضافت ضمن برنامج الأمسية الإعلامية السنوية عددًا من الكتّاب والإعلاميين السعوديين والخليجيين البارزين خلال السنوات الماضية وذلك في إطار برامجها في مجال المسؤولية المجتمعية، وتعزيز دور التواصل والحوار في تعظيم أثر ومساهمة الإعلام في توحيد الطاقات حول الرؤى الوطنية والبرامج التنموية الرائدة.